FEATUREDUpdate

الدور الاستراتيجي للطلبة الجامعيين في صون استقلال إندونيسيا

بقلم الدكتور عبد الودود نفيس

إن الاستقلال الذي تحقق في 17 أغسطس 1945 لم يكن نهاية النضال، بل بداية لمسيرة طويلة للشعب الإندونيسي من أجل تحقيق الأهداف السامية كما وردت في ديباجة دستور 1945: حماية جميع أبناء الأمة الإندونيسية، وتثقيف حياة الأمة، وتعزيز الرفاهية العامة. وفي هذه المسيرة، يحتل الطلبة الجامعيون موقعًا استراتيجيًا لأنهم الجيل المتعلم الذي يمتلك التفكير النقدي، وروح المثالية، والقدرة على الابتكار.

١. أن يكونوا حماة لقيم النضال

يجب على الطلبة أن يدركوا أن الاستقلال قد تحقق بفضل تضحيات عظيمة قدمها الأبطال. ومن خلال دراسة التاريخ وقيم النضال، يمكنهم الحفاظ على روح الوطنية حتى لا تبهت أمام تيارات العولمة.

٢. صقل الكفاءة والاحترافية

إن حرية التعلم في عصر الاستقلال تمثل رأس مال كبير. يجب على الطلبة استغلالها لإتقان العلوم والتكنولوجيا والمهارات العملية، ليكونوا مستعدين للمنافسة على المستوى العالمي، وفي الوقت نفسه الإسهام في تقدم الأمة.

٣. أن يكونوا عوامل للتغيير

لقد سجل التاريخ دور الطلبة في التغيرات الاجتماعية والسياسية، مثل أحداث عام 1966، وعام 1998، والحركات الأخلاقية الأخرى. يتحمل الطلبة مسؤولية متابعة السياسات العامة، والنضال من أجل العدالة، ودفع الإصلاحات التي تصب في مصلحة الشعب.

٤. حماية الديمقراطية وسيادة القانون

في سبيل صون الاستقلال، لا يكفي أن يقتصر دور الطلبة على التعلم في القاعات الدراسية. بل يجب عليهم المشاركة الفاعلة في حماية الديمقراطية، وإعلاء سيادة القانون، وانتقاد السياسات التي تتعارض مع مصالح الشعب.

٥. الحفاظ على الوحدة في إطار التنوع

الجامعة هي صورة مصغّرة لإندونيسيا، حيث يلتقي الطلبة من مختلف الأعراق والأديان والثقافات. ويمكن للطلبة أن يكونوا قدوة في احترام الاختلافات، وتعزيز التسامح، ومنع الانقسام.

٦. خدمة المجتمع بالعلم

من خلال أنشطة مثل برنامج العمل الميداني، والبحوث، وبرامج تنمية القرى، يمكن للطلبة المساعدة في تحسين مستوى المعيشة، خاصة في المناطق النائية.

٧. الإسهام في الابتكار وريادة الأعمال

يمكن للطلبة المعاصرين أن يصونوا الاستقلال بابتكار منتجات أو تقنيات أو خدمات تساعد على حل مشكلات الأمة، مثل البطالة والفقر وعدم المساواة في التنمية.

الخاتمة:

إن الاستقلال ليس مجرد التحرر من الاستعمار المادي، بل أيضًا من الجهل والفقر والظلم. وعلى الطلبة مسؤولية أخلاقية لمواصلة التعلم والإبداع وخدمة المجتمع، حتى يعود الاستقلال الذي ناضل من أجله الأبطال بالنفع على جميع أبناء الشعب الإندونيسي.

المراجع

١. ألفيان. (1993). الفكر والتغيير السياسي في إندونيسيا. جاكرتا: دار جراميديا.

٢. دجوجونيجورو، و. (2003). التعليم وبناء الأمة. جاكرتا: دار بلاي بوسطاكا.

٣. محمد حتّا. (2014). ديمقراطيتنا. جاكرتا: دار كومباس

٤. يودي لاتيف. (2018). الدولة الكاملة: تاريخية وعقلانية وواقعية بانجاسيلا. جاكرتا: دار جراميديا.

٥. موديانتو، ج. (1993). إندونيسيا في القرن العشرين. يوجياكرتا: دار كانيسيوس.

٦. سوكارنو. (1965). تحت راية الثورة. جاكرتا: لجنة النشر.

٧. سوسانتو، إ. (2019). دور الطلبة كعوامل للتغيير الاجتماعي في العصر الرقمي. مجلة العلوم الاجتماعية، 12(1)، 45–57.

٨. دستور جمهورية إندونيسيا لعام 1945.

٩. القانون رقم 12 لسنة 2012 بشأن التعليم العالي

١٠. وزارة التعليم والثقافة والبحث والتكنولوجيا. (2023). دليل التعلم المستقل – الحرم الجامعي المستقل. من موقع: https://www.kemdikbud.go.id

١١. جمهورية إندونيسيا. (2020). رؤية إندونيسيا الذهبية 2045. من موقع: https://www.bappenas.go.id

Tinggalkan Balasan

Alamat email Anda tidak akan dipublikasikan. Ruas yang wajib ditandai *