أهمية الخدمة المجتمعية خلال العطلة الدراسية للطلاب
بقلم: الدكتور عبد الودود نفيس
تُعتبر العطلة الدراسية في غالب الأحيان فرصة للراحة من ضغوط الدراسة الأكاديمية. ومع ذلك، بالنسبة للطلاب الذين يسعون إلى استثمار هذا الوقت بشكل منتج، تُعد الخدمة المجتمعية خيارًا مثاليًا. هذا النشاط لا يقتصر فقط على تقديم المساهمة للمجتمع، بل يشمل أيضًا إغناء الذات من خلال التجارب الميدانية المباشرة. عند الانخراط في المجتمع، يمكن للطلاب تطبيق ما تعلموه من معارف، وزيادة مستوى التعاطف، وتطوير المهارات الشخصية الضرورية للمستقبل. تُعد الخدمة المجتمعية خطوة صغيرة ذات تأثير كبير، سواء على الطلاب أنفسهم أو على المجتمع الذي يخدمونه.
المشاركة في الخدمة المجتمعية خلال العطلة الدراسية تُعد خطوة استراتيجية للطلاب لتطوير أنفسهم وتقديم مساهمات ملموسة للمجتمع. هذا النشاط لا يملأ وقتهم فقط بأنشطة منتجة، ولكنه يعكس أيضًا القيم النبيلة لـ”ثلاثية دارما للتعليم العالي”. وفيما يلي أسباب أهمية الخدمة المجتمعية للطلاب:
١. تطبيق المعرفة المكتسبة
تُعد الخدمة المجتمعية وسيلة للطلاب لتطبيق النظريات التي تعلموها في الفصول الدراسية. على سبيل المثال، يمكن لطلاب الهندسة المساعدة في تحسين البنية التحتية البسيطة، وطلاب الصحة تقديم التوعية الصحية، وطلاب الاقتصاد تقديم الاستشارات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. هذا لا يعمّق فقط فهمهم للمواد الدراسية، ولكنه أيضًا يبني مهارات تقنية ذات صلة.
٢. زيادة الوعي الاجتماعي
من خلال المشاركة المباشرة في المجتمع، يحصل الطلاب على رؤية واقعية للقضايا الاجتماعية مثل الفقر، وضعف الوصول إلى التعليم أو الصحة. تُعلّمهم هذه التجارب أهمية التعاطف والاهتمام، وتبرز دورهم في إيجاد الحلول لمشكلات المجتمع.
٣. بناء المهارات الشخصية
غالبًا ما تتطلب أنشطة الخدمة المجتمعية العمل الجماعي، والتواصل مع مختلف فئات المجتمع، وحل المشكلات في الميدان. تعمل هذه الأنشطة على تدريب الطلاب ليصبحوا قادة أقوياء، ومتحدثين فعالين، وأفرادًا قادرين على التكيف مع مختلف الظروف.
٤. تمكين المجتمع
تُسهم البرامج مثل التدريب على المهارات، ومرافقة المشروعات الصغيرة، أو التعليم الرقمي في إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع. ومن خلال دعم هذه المبادرات، يشارك الطلاب في تحسين جودة الحياة وفتح آفاق جديدة للمجتمعات التي يخدمونها.
٥. استثمار العطلة الدراسية بشكل منتج
بينما تُستخدم العطلة الدراسية في الغالب للراحة، تُوفر الخدمة المجتمعية بديلاً أكثر أهمية. فهي تتيح للطلاب استثمار وقت فراغهم في أنشطة تعود بالنفع على أنفسهم وعلى المجتمع.
٦. التحضير المهني وبناء الشبكات
يُضيف الانخراط في الأنشطة الاجتماعية مثل الخدمة المجتمعية قيمة إلى السيرة الذاتية للطلاب. فهذا يدل على أنهم يمتلكون خبرة ميدانية، وإحساسًا بالمسؤولية الاجتماعية، والتفاني. بالإضافة إلى ذلك، تفتح هذه الأنشطة فرصًا لبناء شبكات علاقات مع المؤسسات الحكومية، والمجتمعات المحلية، والمنظمات غير الربحية.
٧. تحقيق ثلاثية دارما للتعليم العالي
كأعضاء في المجتمع الأكاديمي، يتحمل الطلاب مسؤولية تحقيق ثلاثية دارما للتعليم العالي، والتي تشمل الخدمة المجتمعية كإحدى ركائزها. ومن خلال هذه الأنشطة، يساهمون في تحقيق رسالة التعليم العالي لإحداث تأثير إيجابي في البيئة المحيطة.
الخاتمة
إن القيام بالخدمة المجتمعية خلال العطلة الدراسية لا يُعد مجرد واجب، بل هو فرصة للطلاب للتعلم والنمو والمساهمة بشكل فعّال. تُقدم هذه الأنشطة تجارب قيمة تُشكل الطلاب ليصبحوا أفرادًا ذوي نزاهة وكفاءة ووعي بالمجتمع.
الخدمة المجتمعية ليست مجرد نشاط اجتماعي، بل هي تجسيد فعلي لدور الطلاب كعوامل تغيير. ومن خلال هذه الأنشطة، يمكن للطلاب صقل مهاراتهم الأكاديمية وغير الأكاديمية، مع تقديم مساهمات إيجابية للمجتمع. إن روح مشاركة المعرفة والخبرات تُعتبر أساسًا لبناء شخصية متعاطفة وقوية ومسؤولة. ومن خلال جعل الخدمة المجتمعية جزءًا من مسيرتهم الحياتية، يساهم الطلاب في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم وللأمة.
المراجع
1. Astuti, R., & Hadi, P. (2020). Pengabdian Masyarakat sebagai Implementasi Tri Dharma Perguruan Tinggi. Jakarta: PT Gramedia Pustaka Utama.
2. Hasan, M. (2018). Peran Mahasiswa dalam Meningkatkan Kesejahteraan Masyarakat Melalui Program Pengabdian. Yogyakarta: Gadjah Mada University Press.
3. Kemristekdikti. (2019). Panduan Pelaksanaan Pengabdian kepada Masyarakat. Jakarta: Direktorat Jenderal Pembelajaran dan Kemahasiswaan.
4. Lestari, S. (2021). Pemberdayaan Masyarakat Berbasis Pendidikan. Bandung: Alfabeta.
5. Wibowo, T. (2020). “Peran Mahasiswa dalam Mewujudkan Tri Dharma Perguruan Tinggi.” Jurnal Pengabdian Masyarakat, 5(2), 112-120.